الخميس، 3 مارس 2016



أشراف الحجاز

في الخرج والدلم الوعيد الشديد لمن انتسب لغير أبيه
بيان هام
في الخرج والدلم الوعيد الشديد لمن انتسب لغير أبيه
ليعلم الواقف عليه والناظر فيه أن الموجب لنشره كثرة مدعِي النسب النبوي والجرأة عليه في زماننا هذا، وذلك بغير وجه حق ، رغم الوعيد الشديد الذي رتبه الشارع الحكيم على هذه الكبيرة من اللعن ووجوب النار والجنة على مرتكبها حرام  والعياذ بالله ،  مستغلين ضعاف الدين  والمروءة من  أهل الجرأة والتزوير والكذب  على الله وعلى ورسوله المستخفين بحقه  صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه  فالواجب على الذي يدعي نسبا ليس منه أن ينظر إلى آخرته ويعلم أن النسب لا يقدم ولا يؤخر وادعاؤه هذا سيورده المهالك يوم القيامة وأن لا ينساق وراء من أضحى هوسه حقيقة عنده ! رغم مصادمتة للاستفاضة والشهرة المجمع عليهما عند أهل العلم أن ثبوت النسب يكون بهما. وقدعلم من الدين بالضرورة أن ( كل دعوى يكذبها الحس فهي مردودة).  فيصدق على من  أتبعه قَوْله تَعَالَى : { فَاسْتَخَفَّ قَوْمه فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ } ثم مالبث الأمر بعد أن كان الدعِي أحاد حتى صار أمر جماعياً “إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ “ومما يؤسف له أن من بين من تبعه من يرى نفسه طالب علم صار أهلاً للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر !؟ . فيصدق في حقهم جميعاً قوله تعالى” أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ” وما علم هؤلاء الأدعياء هداهم الله وسلك بهم طريق الرشاد، أن نسبه صلى الله عليه وسلم محفوظاً كسنته سواء بسواء ومدعيه سنة الله فيه ماضية الخزي والبوار! ولقد قال ابن المبارك رحمه الله” لو أراد رجل وضع الحديث في الصين لأصبح الناس في بغداد يقولون فلان كذّاب ووضاع”ولعظم هذا النسب النبوي وجلالة قدره. قال الفقيه الهيتمي (ت973هـ) : «ينبغي لكل أحد أن يكون له غيرة على هذا النسب الشريف وضبطه حتى لا ينتسب إليه أحد إلا بحق”  
لذا جاء بيان أهل العلم والغيرة تباعاً في كل زمان ومكان إمتثالاً لقوله تعالى:ۖ “قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ”      
📌
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه .
أما بعد، يتعين ترك الانتساب إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلا بحق، وقد جاء الوعيد الشديد في من انتسب إلى غير أبيه، أو ادعى قوماً ليس له فيهم نسب. فقد جاء في الحديث الصحيح عن واثلة بن الأسقع قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ” إن من أعظم الفرى أن يدعى الرجل إلى غير أبيه ، أو يرى عينه ما لم تر، أو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم مالم يقل ” . (صحيح البخاري مع الفتح ك المناقب (6/540) حديث –(3509)).
وجاء عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ” ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر بالله، ومن ادعى قوماً ليس له فيهم نسب فليتبوّأ مقعده من النار” ( البخاري (6/539) واللفظ له، وصحيح مسلم ك الإيمان باب بيان حال إيمان من رغب عن أبيه وهو يعلم (1/79) حديث (112)).
وعن سعد بن أبي وقاص قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ” من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام” (صحيح البخاري مع الفتح ك الفرائض باب من ادعى إلى غير أبيه (12/54) حديث(6766) وصحيح مسلم ك الإيمان (1/80) حديث (114)).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” لا ترغبوا عن آبائكم فمن رغب عن أبيه فهو كفر” (صحيح البخاري مع الفتح ك الفرائض (12/54) حديث ( 6768) وصحيح مسلم ك الإيمان (1/80) حديث (113) ).
ففي هذه الأحاديث الوعيد الشديد لمن انتسب إلى غير أبيه أو قوماً غير قومه ، وتحريم الانتفاء من النسب المعروف والادعاء إلى غيره، وقيّد ذلك بالعلم، ولا بد في الحالتين إثباتاً ونفياً لأن الإثم يترتب على العالم بالشيء المتعمد له.
ومما يدل على عظم جرم صاحب ذلك الفعل أنه عطفه على الكذب على النبي صلى الله عليه وآله وسلم والكذب على النبي صلى الله عليه وسلم كذب على الله وقد قال تعالى: {ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بآياته} الأنعام21 .
وقد ذكر القاضي عياض أنه روي عن مالك فيمن انتسب إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم أنه يضرب ضرباً وجيعاً، ويشهر ، ويحبس طويلاً حتى تظهر توبته لأنه استخفاف بحق الرسول صلى الله عليه وسلم. (الشفاء 2/1113)).”١”
=================
“١”كتبه فضيلة الدكتور سليمان بن سالم بن رجاء السحيمي ، عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة.