السبت، 13 ديسمبر 2014

الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذه نبذة مختصرة عن الحسن والحسين -سيدي شباب أهل الجنة ابني الخليفة الراشد علي رضي الله عنه، وابني فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدة نساء الجنة، فأما الحسنفهو الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته أمير المؤمنين أبو محمد ولد في نصف شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة قاله ابن سعد وابن البرقي وغير واحد، وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث حفظها عنه منها ما في السنن الأربع، قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر وذكر دعاء القنوت المشهور الذي أوله اللهم اهدنا في من هديت....

واختلف في سنة وفاته فنقل ابن حجر عن الواقدي أنه مات سنة تسع وأربعين، وقال المدائني مات سنة خمسين، وقيل سنة إحدى وخمسين، وقال الهيثم بن عدي سنة أربع وأربعين، وقال بن مندهمات سنة تسع وأربعين، وقيل خمسين وقيل سنة ثمان وخمسين، ويقال إنه مات مسموماً، قال ابن سعد أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم أخبرنا بن عون عن عمير بن إسحاق دخلت أنا وصاحب لي على الحسن بن علي فقال: لقد لفظت طائفة من كبدي وإني قد سقيت السم مراراً فلم أسق مثل هذا، فأتاه الحسين بن علي فسأله من سقاك فأبى أن يخبره رحمه الله تعالى. انتهى، ودفن في البقيع رضي الله عنه.

وأما الحسين فهو الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي أبو عبد الله سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته، قال الزبير وغيره ولد في شعبان سنة أربع وقد حفظ الحسين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى عنه أحاديث منها ما رواه ابن ماجه وأبو يعلى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من مسلم تصيبه مصيبة وإن قدم عهدها فيحدث لها استرجاعاً إلا أعطاه الله ثواب ذلكلكن في إسناده ضعف كما قاله الحافظ ابن حجر رحمه الله، وقد قتلالحسين يوم عاشوراء سنة إحدى وستين، كذا قال الجمهور وشذ من قال غير ذلك، ودفن في كربلاء رضي الله عنه.

وللحسن والحسين فضائل كثيرة منها ما هو لهما ومنها ما هو لأحدهما، وقد صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهناك أشياء ضعيفة وموضوعة ولذلك قال الحافظ ابن حجر وقد صنف جماعة من القدماء في مقتل الحسين تصانيف فيها الغث والسمين والصحيح والسقيم وفي هذه القصة التي سقتها غنى، ولذا ننصح الأخ السائل وغيره بالرجوع إلى الإصابة لابن حجر العسقلاني وأن يقرأ ترجمة الحسن والحسين منها، وفيما ذكره كفاية ولله الحمد.

وهذه نبذة من فضائلهما فقد روى الترمذي وحسنه من حديثأسامة بن زيد قال: طرقت النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الحاجة فقال: هذان ابناي وابنا ابنتي اللهم إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما.

وفي الترمذي أيضاً من حديث بريدة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إذ جاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه... الحديث.

وفي البخاري عن أسامة كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلسني والحسن بن علي فيقول: اللهم إني أحبهما فأحبهما. وعند أحمد من طريق زهير بن الأقمر بينما الحسن بن علييخطب بعدما قتل علي إذ قام رجل من الأزد آدم طوال فقال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعه في حبوته يقول: من أحبني فليحبه، فليبلغ الشاهد الغائب.

ومن طريق عبد الرحمن بن مسعود عن أبي هريرة قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الحسن والحسين هذا على عاتقه وهذا على عاتقه وهو يلثم -أي يقبل- هذا مرة وهذا مرة حتى انتهى إلينا، فقال: من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني.

وعند أبي يعلى من طريق عاصم بن زر عن عبد الله: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فإذا أرادوا أن يمنعوهما أشار إليهم أن دعوهما، فإذا قضى الصلاة وضعهما في حجره، فقال: من أحبني فليحب هذين. وله شاهد في السنن وصحيح ابن خزيمة عن بريدة وفي معجم البغوي نحوه بسند صحيح عن شداد بن الهاد، وفي المسند من حديث أم سلمة قالت: دخل علي وفاطمة ومعهما الحسن والحسين فوضعهما في حجره فقبلهما واعتنق عليا بإحدى يديه وفاطمة بالأخرى فجعل عليهم خميصة سوداء، فقال: اللهم إليك لا إلى النار، وله طرق في بعضها كساء. وأصله فيمسلم، ومن حديث حذيفة رفعه: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. وله طرق أيضا وفي الباب عن علي وجابر وبريدة وأبي سعيد، وفي البخاري عن أبي بكر: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن بن علي معه وهو يقبل على الناس مرة وعليه مرة ويقول إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين.، وقد صح عن إبراهيم النخعي أنه كان يقول:لو كنت في من قاتل الحسين ثم أدخلت الجنة لاستحييت أن أنظر إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي صحيح البخاريعن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال عنالحسن والحسين: هما ريحانتاي من الدنيا. رضي الله عنهما وأرضاهما.


سيدة نساء العالمين فاطمة رضي الله عنها


فاطمة بنت محمد ﷺ 
إذا افتخرت بنت بأبيها ، فيكفي سيدة نساء العالمين أنها بنت إمام المتقين صلى الله عليه وسلم .
وإذا افتخر مُفتخر بنسبه ، فإن سيدة نساء العالمين تفوق بذلك من افتخر .
وإذا تعاظم شخص في نفسه ، فحسب سيدة نساء العالمين هذا اللقب ( سيدة نساء العالمين ) .

هي : 
فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال الإمام الذهبي : سيدة نساء العالمين في زمانها البضعة النبوية والجهة المصطفوية .

أم أبيها ، بنت سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشية الهاشمية ، وأم الحسنين .

كانت فاطمة أصغر بنات النبي صلى الله عليه وسلم وأحبهن إليه .

مولدها : 
قبل المبعث بقليل .

من فضائلها : 
روت عن أبيها .
وروى عنها ابنها الحسين وعائشة وأم سلمة وأنس بن مالك وغيرهم ، وروايتها في الكتب الستة .
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحبها ويكرمها ويُسرّ إليها .
ومناقبها غزيرة ، وكانت صابرة ديّنة خيرة صيّنة قانعة شاكرة لله .
وقد غضب لها النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه أن أبا الحسن همّ بما رآه سائغا من خطبة بنت أبي جهل فقال : والله لا تجتمع بنت نبي الله وبنت عدو الله ، وإنما فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها ، ويؤذيني ما آذاها . رواه البخاري ومسلم . 
فترك عليٌّ الخطبة رعاية لها ، فما تزوّج عليها ولا 
تسرّى ، فلما توفيت تزوج وتسرّى رضي الله عنهما ، ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم حزنت عليه وبكته وقالت : يا أبتاه إلى جبريل ننعاه . يا أبتاه أجاب ربا دعاه . يا أبتاه جنة الفردوس مأواه . 
وقالت بعد دفنه : يا أنس كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

وقد قال لها في مرضه : إني مقبوض في مرضي هذا . فبكت وأخبرها أنها أول أهله لحوقاً به ، وأنها سيدة نساء هذه الأمة ، فضحكت ، وكتمت ذلك فلما توفي صلى الله عليه وسلم سألتها عائشة فحدثتها بما أسرّ إليها .

وقالت عائشة رضي الله عنها : اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم فلم يُغادر منهن امرأة ، فجاءت فاطمة تمشي كان مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : مرحبا بابنتي . فأجلسها عن يمينه أو عن شماله ، ثم أنه أسرّ إليها حديثاً ، فبكت فاطمة ، ثم إنه سارّها ، فضحكت أيضا . فقلت لها : ما يبكيك ؟ فقالت : ما كنت لأفشي سرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقلت : ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن . فقلت لها حين بَكَتْ : أخصّك رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثه دوننا ثم تبكين ، وسألتها عما قال ، فقالت : ما كنت لأفشي سرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا قُبض سألتها ، فقالت : إنه كان حدثني أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل عام مرة ، وأنه عارضه به في العام مرتين ، ولا أراني إلا قد حضر أجلي ، وإنك أول أهلي لحوقاً بي ، ونعم السلف أنا لك ، فبكيت لذلك ، ثم إنه سارّني ، فقال : ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين ، أو سيدة نساء هذه الأمة ، فضحكت لذلك . رواه البخاري ومسلم . 

وكان عليه الصلاة والسلام يقوم لها وتقوم له ، ويُقبّلها وتُقبّله رضي الله عنها .

زواجها : 
تزوجها الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في ذي القعدة أو قُبيله من سنة اثنتين بعد وقعة بدر ( قاله الذهبي ) .
وقال ابن عبد البر : دخل بها بعد وقعة أُحد ، فولدت له الحسن والحسين ومحسنا وأم كلثوم وزينب .

صداقها : 
أصدق عليّ رضي الله عنه فاطمة درعه الحُطمية .
فأي خير بعد ذلك في التفاخر بكثرة الصداق ؟
وأي خير في غلاء المهور ؟
وهل نساء الدنيا أجمع خير أم فاطمة ؟

خدمتها في بيت زوجها : 
كانت فاطمة رضي الله عنها تعمل في بيت زوجها ، حتى أصابها من ذلك مشقّة .
قال عليّ رضي الله عنه : شَكَتْ فاطمة رضي الله عنها ما تلقى من أثر الرّحى ، فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم سبي ، فانطلقت فلم تجده ، فوجدت عائشة فأخبرتها ، فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته عائشة بمجيء فاطمة ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلينا وقد أخذنا مضاجعنا ، فذهبت لأقوم ، فقال : على مكانكما ، فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري ، وقال : ألا أدلكما على خير مما سألتماني ؟ إذا أخذتما مضاجعكما تكبران أربعا وثلاثين ، وتسبحان ثلاثا وثلاثين ، وتحمدان ثلاثا وثلاثين ، فهو خير لكما من خادم . رواه البخاري ومسلم .

فإذا كان هذا هو حال سيدة نساء العالمين ، فما في حياة الترف خير .

حياؤها رضي الله عنها : 
قالت فاطمة رضي الله عنها لأسماء بنت عميس رضي الله عنها : إني أستقبح ما يصنع بالنساء ، يُطرح على المرأة الثوب فيصفها. قالت : يا ابنة رسول الله ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة ؟ فَدَعَتْ بجرائد رطبة ، فَحَنَتْها ، ثم طرحت عليها ثوباً . فقالت فاطمة : ما أحسن هذا وأجمله ، إذا متّ فغسليني أنت وعلي ، ولا يدخلن أحد عليّ . 
قال ابن عبد البر : هي أول من غُطي نعشها في الإسلام على تلك الصفة .

أولادها رضي الله عنها : 
تقدّم ما لها من أبناء في ترجمة عليّ رضي الله عنه .
وكان لها من البنات : 
أم كلثوم زوجة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وزينب زوجة عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهما .
فيكيف يجتمع حب آل البيت وبغض أصهارهم ؟!
فعمر رضي الله عنه زوج أم كلثوم بنت عليّ رضي الله عنه وعنها .

وإذا ضاقت عليهم المذاهب أنكروا زواج عمر رضي الله عنه من أم كلثوم !

فاطمة رضي الله عنها وميراث أبيها : 
قال الإمام الذهبي رحمه الله : 
ولما توفي أبوها تعلقت آمالها بميراثه ، وجاءت تطلب ذلك من أبي بكر الصديق ، فحدّثها أنه سمع من النبي يقول : لا نورث ما تركنا صدقة ، فَوَجَدَتْ عليه ، ثم تعللت . انتهى كلامه رحمه الله .

وحدّث الشعبي قال : لما مرضت فاطمة أتى أبو بكر فاستأذن ، فقال عليٌّ : يا فاطمة هذا أبو بكر يستأذن عليك ، فقالت : أتحبّ أن آذن له ؟ قال : نعم . فأذِنَتْ له ، فدخل عليها يترضّاها ، وقال : والله ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله ورسوله ومرضاتكم أهل البيت . قال : ثم ترضّاها حتى رضيت . رواه البيهقي في الكبرى وفي الاعتقاد .


شُبهات وجوابها :
صح أن النبي صلى الله عليه وسلم جلل فاطمة وزوجها وابنيهما بكساء وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، اللهم فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .
وهذه منقبة لهم ، ولا يُفهم منه انحصار آل البيت في هؤلاء كما تفهمه الرافضة .

وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم : فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني . رواه البخاري .
تقول الرافضة : إن أبا بكر أغضب فاطمة رضي الله عنها ، فهو داخل في هذا الحديث .
وليس الأمر كما زعموا ، فإن أبا بكر رضي الله عنه عمِل بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما سيأتي ، وعمِل بما اتفق عليه الخلفاء من بعده ووافقوه عليه بما في ذلك عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه .
فهل يُقال : إن علياً رضي الله عنه أغضب فاطمة بهذا ؟

وتقدّم سبب ورود الحديث في سيرة أبي الحسن رضي الله عنه وأرضاه .

روى الإمام البخاري في صحيحه أن فاطمة رضي الله عنها أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من النبي صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم تطلب صدقة النبي صلى الله عليه وسلم التي بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر . فقال أبو بكر : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا نورث . ما تركنا فهو صدقة . إنما يأكل آل محمد من هذا المال . يعني مال الله . ليس لهم أن يزيدوا على المأكل ، وإني والله لا أغير شيئا من صدقات النبي صلى الله عليه وسلم التي كانت عليها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، ولأعملن فيها بما عمل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتشهد عليّ رضي الله عنه ، ثم قال : إنا قد عرفنا يا أبا بكر فضيلتك ، وذَكَرَ قرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وحقهم ، فتكلم أبو بكر فقال : والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي .
فأين هذا من زعم الظلم لبنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟؟؟

وروى الإمام مسلم في صحيحه أن عمر رضي الله عنه كان في مجلسه فاستأذن عليه عباس وعلي رضي الله عنهما ، فأذن لهما فقال عباس : يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا ، فقال القوم : أجل يا أمير المؤمنين ، فاقض بينهم وأرِحهم .
فقال عمر : اتئدا . أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا نورث ما تركنا صدقة ؟ 
قالوا : نعم .
ثم أقبل على العباس وعلي فقال : أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا نورث ما تركناه صدقة ؟ 
قالا : نعم .
فقال عمر : إن الله جل وعز كان خصّ رسوله صلى الله عليه وسلم بخاصة لم يخصص بها أحدا غيره . قال : ( ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول )

ثم إن الرافضة تزعم أن أبا بكر وعمر ظلما فاطمة ميراثها 

وها هو العباس رضي الله عنه عم رسول الله صلى الله عليه وسلم 
وها هو علي رضي الله عنه زوج ابنته يُقرّان بقول النبي صلى الله عليه وسلم ويتذكّرانه يوم ذكّرهما به عُمر رضي الله عنه ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم : 

((( لا نورث ما تركناه صدقة ))) 

ثم إن كان الظلم وقع كما زعموا 
لـِـمَ لَـمْ يردّه علي رضي الله عنه يوم تولّى الخلافــة ؟؟؟

لِمَ لَمْ يَردّ الحق إلى ورثة فاطمة من زوج وأولاد ؟؟؟

أم أن علياً رضي الله عنه ظلم فاطمة بعد موتها ولم يفِ لها بحقّها الذي كان يُطالب به ؟
سبحانك هذا بهتان عظيم .
ولكن الرافضة قوم لا يعقلون .

ومع أن أبا بكر رضي الله عنه لم يظلم فاطمة رضي الله عنه ، إلا أنه ترضّاها عند موتها رضي الله عنها حتى رضيت ، كما تقدّم .

وإنما ذكرت هذا لأن الرافضة يُشنّعون به ، ويُدندنون حوله ، ويهرفون بما لا يعرفون !

وفاتها : 
توفيت رضي الله عنها بعد النبي صلى الله عليه وسلم بخمسة أشهر أو نحوها ، وعاشت أربعا أو خمسا وعشرين سنة وأكثر ما قيل إنها عاشت تسعا وعشرين سنة .

الاثنين، 27 أكتوبر 2014

وصية الشريف بركات لابنه مالك


وصية الشريف بركات لإبنه مالك في قصيدته المشهورة



بسم الله الرحمن الرحيم




الـــــشــــــريـــــف بــــركـــــات 



الشريف بركات الجودي-من الأشراف ذوي جودالله(الجواده)-من شعراء القرن 

العاشر،وأوائل القرن الحادي عشر،فهو من أشراف مكة الذين الذين يقولون 

الشعر عن سليقة لا أثر للتكلف فيها،وإن وصيته لابنه مالك الآتية في هذه 

القطعة الشعرية الرائعة،وصية أب مشفق،ترمى بجانبها كل الوصايا والعلوم 

التربوية التي أتعب علماء النفس والتربة أنفسهم في تدوينها،وهكذا يرى 

الآباء أبنائهم، وإلا فيا ضيعة الأبناء، آملاً منكم قرائتها حيث أن البعض 

يراها طويلة فلا يقرؤها، 

فأتمنى من الجميع قرائتها 


قال في قصيدته التي يوصي ابنه مالك فيها: 




يَا اللهْ يَا اللي كُل الأُمّاتْ تَرْجيكْ
يَا واحِدْ مَا خــّابْ حيٍّ تَرَجَّاكْ 

يّا رُبَّ عَبْد مَا مَشَى في مَعَاصيكْ
وَ لا يَمْشَى إلاّ في مَحَبَّتْكْ وِ رْضاكْ 

يَا مِرْقِب بِالصُّبْحْ ظلَّيتْ ابَادِيكْ
مَا َواحِد قَبْلي خـــَبَرْتُهْ تَعَلاَّكْ 

وَلِّيتْ يَاذَا الدَّهْرْ مَا اكْثَرْ بَلاوِيكْ
اللهْ يِزَوِّدْنَا الســـَّلامهْ مِنَ اتْلاَكْ 

يا الِّلي عَلَى العُرْبَانْ عمَّتْ شَكَاوِيكْ
وَلِّيتْ يَادَهْر الشَّـقا وَلْ مَقْواكْ 

وَاليومْ هَا اْلكانُونْ غَاد شَبَابِيكْ
تَلْعَبْ بَهَ الأرْيَاحْ مِنْ كُلَِ شِبِّـــاكْ 

يا مالِك اسْمعْ جَابتِي يُوم أَوصِّيكْ
وَاعرفْ تَرى يَابوكْ بآمُرْك وَانْهــاكْ 

وصَيّة مِنْ والد طَامِـــعٍ فيكْ
تَسْبِقْ عَلَى السّـــاقَهْ لِسَانُهْ العَلْيَاكْ 

أُوصِيكْ بالتقوى عسى اللهْ يهديكْ
لَهَا وَتِدْرِكْهــا بتوفيقْ مـــولاكْ 

أللهْ برَب أَجْدَادَكْ الغُر يَعْطيكْ
مَرْضاتِهْ مَعْ مَا تَمَنَّى مِنَ اَمْنَــــاكْ 

إحْفَظْ دَبَشْكْ اللِّي عَنِ الناسْ مِغْنيكْ
اللِّي لِـيـا بانَ الْخلَلْ فِيكْ يَرْفَاكْ 

وِاعْرِفْ تَرَا مكَّهْ وَلاَهَـا بنَاخِيـكْ
لَوْ تِشحَذُهْ خَمسَهْ مَلاَلِيمْ مَعْطَـاكْ 

إِجْعلْ دُرُوب الْمرْجَلَه مِنْ مَعَانِيـكْ
واحْذَر تِمَيِّلْ عَنْ دَرَجْهَا بمَرْقَـاكْ 

لاتِنْسَدِحْ عَنْهَا وَتَبْغيني اعْطيــكْ
جَمِيعْ مَا يَكْفِيكْ مَا حَاصِل ذَاكْ 

أَدِّبْ وَلَدْكْ إن كَانْ تَبْغيه يَشْفِيـكْ
وِنْ ضَاقَتْ امُّهْ لاَتِخَلِّيهْ يَــالاكْ 

إِمَّا سَمَجْ وَاسْتَسْمَجَكْ عِنْدَ شَانِيكْ
وِيَفِرّْ منْ فِعْلَهْ صَدِيقَكْ وَشَرْوَاكْ 

وَلاَّ بَعَدْ جَهْلُهْ تَرَاهُو بِيَاذِيـــكْ
لَوْ زِعْلَتْ امُّه لاَتَخَلِّيْـهْ يالاَكْ 

واحْذَرْ تِضَيِّع كُلّ مَنْ هُو ذَخَرْ فِيكْ
مَعْرُوفْ لاَتَنْساهْ وَاوْفِهْ بِعِرْفَاكْ 

تَرى الصَّنَايِعْ بَيْنَ الاْجْوَادْ تَشْريـكْ
إِلْيَا طِمِعْتْ ابْغَرْسَهَا لاَ تَعَدَّاكْ 

وَاحْذَرْ سُرُورْ ابْغَبَّةَ البَحْر يَرْميـكْ
ولاَعِنْدُهْ افْلَسْ مِنْ تَشَكِّيكْ وِابْكَاكْ 

وَاوْفِ الرِّجالْ احْقُوقَهَا قَبْلَ تُوفِيكْ
لاَ تُوفِه بِالْقَولْ فَالْحقّ يَقْفَـــاكْ 
وَهَرْجَ النَّمِيمَهْ والْقَفَا لاَ يَجِي فِيك
وِايَّـاكْ عرضْ الغَافِلْ ايَّاك إِيَّـاكْ 

تَبْدِي حدِيث لَلْمَلاَ فيهِ تَشْكِيـكْ
وِتْهِيمْ عِنْد النَّاسْ بِالْكِذْبْ واشْراكْ 

وَاليَانَوَيتْ احْذَرْ تِعَلِّمْ بَطَاريــكْ
كمْ واحِد تَبْغِي بَـهَ العِرْفْ وَاغْوَاكْ 

وَاحْذَرْ شَماتَتْ صاحِبْ لَكْ مِصَافيكْ
وِلْيا جرى لَكْ جارِي قالْ لَوْلاكْ 

وَ لا تَحْسَبَنَّ اللهْ قُطُوعٍ يِخَلّيــكْ
وَ لاَ تَفْرحْ اِنَّ اللهْ على الخَلْقْ بدَّاكْ 

الضَّيف قدِّمْ لُهْ هَلاَ حينْ يَلْفِيــكْ
ومِمَّا تِطُولُهْ يَا فَتَى الْجُودْ – يُمْنَاكْ 

إِحْذرْ تَلَقَّى الضَّيف مِقْرِنْ عَلابِيـكْ
خَلَّهْ مِحِبٍّ لِكْ صَدِيق إذا جَــاكْ 

وَوْصِيكْ زَلاتْ الصَّدِيقْ إِنْ عَثَافيكْ
ماَ زَالْ يغَطَّاهَ الشَّعَرْ فَاحْتمِلْ ذَاكْ 

رَاعِهْ وَلوْ مَا شُفْتْ أَنُّـهْ ما يَرَاعِيكْ
عَساكْ تِكْسِرْ نِـيَّـتَهْ عنْ مَعَادَاكْ 

وَاحْذَرْ عَدُوّكْ لوْ ظَهَرْ بِي(1) يصَافِيكْ
خَلَّكْ نَبِيهْ و رَاقِـبُهْ وينْ مَاجَاكْ 

لاَ تَأْمَـنُهْ واطْلُبْ منَ اللهْ يَنَجِّيـكْ
ويكْفيكْ ربَّكْ شرّْ ذُولاَ وِ ذُولاَكْ 

شُفْني أَنَا يابُوكْ بآمُرْكْ و انْهِيــكْ
عَن التَّعرُّضْ بَين الاثنَـين حَذْرَاكْ 

إذا حَضَرتْ اطْلاَبَة معَ شَرَابَـيـكْ
إسْع لَهُمْ بالصُّـلْحْ وَاللاَّشْ يِفْدَاكْ 
إبْذِلْ لَهُمْ بَالطِّيبْ رَبّكْ يِنَجِّيـكْ
وَلاَ تِجْضَعْ الْمِيزَانْ مَعْ ذَا وَلاَ ذَاكْ 

أمَّا الشَّهَادهْ فَادِّهَا إنْ دَعُوا فيـكْ
بَيِّنْ عَمُودْ الدِّينْ لاَ عِمْيتْ ارْيَاكْ 

بَالَكْ تِمَاشِي واحِد لَكْ يِرَدِّيـكْ
طَالِعْ بَنِي جِنْسَكْ وَفَكِّرْ بِممْشَـاكْ 

رابِعْ أصِيلٍ في زَمانَكْ يشَاكيـكْ
لاَ شَافْ خِلاَّتَكْ عنِ الناسْ غَطَّـاكْ 

وَ احَذِّرْكْ عنْ طَرْدْ المِقَفِّي حذَاريكْ
علَيك بِالْمِقْبِلْ وَاتْرُكْ اللِّي تَعَدَّاكْ 

ثمَّ الْعَـن الشيْطانْ لَيَّاهْ يِغْوِيــكْ
تَرَى انْ تبِعْتُهْ لِلشّـرَابِيكْ ودّّاكْ 

واوصِيكْ لاَ تَشْكِي عَلَيناَ بلاَوِيكْ
أنتَ السَّبَبْ طَرْفَكْ اعْيُونَكْ بِيُمنَاكْ 

واعرِفْ تَرا اللِّي وطَا الفِعْرْ(2) وَاطِيكْ
وَلاَ انَتْ أعزْ امْنَ الجمَاعهْ هَذُولاَكْ 

ألْمَسْكْ يَا رَاسِي مِنَ الذُّلْ واخْطِيكْ*******وَاحذَرْ تَكَلَّمْ يَا لِسَانِي حــذَارَاكْ والْطُفْ بِجَارَكْ وَقُمْ مِنْ دُونْ عانِيكْ*******وافُطَنْ لِما يَعْنِيكْ عنْ ربعةَ اَخْواكْ 

يَا ذِيـبْ وِنْ جَتْكَ الْغَنَمْ فِي مَفَالِيكْ******فَاكْمُنْ إلَيـنْ أنَّ الرّّعَايَا تَعَـدَّاكْ 

فِيما مَضًى يَاذِيبْ تَفْرِسْ بيَادِيــكْ(3)******وَاليومْ جَا ذِيبٍ عنِ الفَرْسْ عَدَّاكْ 

يَا ذِيبْ عَاهِدْنِي وَعَاهِدْكْ مَرْمِيـكْ(4)*******مَرْمِيكْ أنَا يا ذِيبْ لَوْ زَانْ مَرْمَاكْ 

وَالنَّفْسْ خَالِفْ رَأْيَهَا قَبلْ تَرمِيـكْ********تَرى لهَا الشَّيْطانْ يَرْمِي بِالاهْلاَكْ 

وَمِنْ بَعْدِ ذا لاَ تَصْحَبَ النَّذْلْ يَعْدِيكْ******وَعَنْ صُحْبَةَ الأنْذالْ حَاشَاكْ حاشاكْ 

تَرَا الْعَشِرَ النَّذْلْ يَخْلِفْ طَوَارِيـكْ********وانَا اَرْجِيَ اَنَّكْ مَا تَجِي دُونْ آبَاكْ 

والْهَقْوَةَ اَنَّكْ مَا تَجِي دُونْ اَهَالِيكْ********ولا ظُنّْ عُودَ الوَرْدْ يُثمِرْ بتُـنْبَـاكْ 

والحُرّْ مِثْلَكْ يَسْتَحِي يَصْحَبْ الدِّيكْ******وإنْ صَاحَبُهْ قَافَا مِقَافَاةَ الاَدْيــاكْ 

لاَ تَسْتَمِعْ قَول الطّرَفْ يَومْ يَلْقِيـكْ******بَالْكِذْبْ يقْضِي حاجَتُهْ كُلّْ مَا جَاكْ 

مَنْ نَمَّ لَكْ نَمّْ بِكْ وَ لاَ فِيهْ تَشْكِيكْ******واليَاهْ قَدْ زَرَّى رَفِيقَــكْ وَ زَرَّاكْ 

عِندكْ حَكَى فِينَا وَعِنْدِي حكَى فيكْ******واَصْبَحْت كَارِهْنَا وَحِنَّا كِرهنَـاكْ 

مَا اَ خْطَاكْ مَاصَابَكْ وَلوْ كانْ رَامِيكْ******وَاللِّي يَصِيبَكْ لَوْ تَتَقَّيتْ مَا اخْطَاكْ 

مَيْر اسْتَمِعْ منِّي عَسَى اللهْ يَهْدِيـكْ*******النُّصح يَا مَالِكْ لَكَ اللهْ المَـولاَكْ 

عِنْدِي مَظِنَّـهْ مَا تَمَثَّـلْتَـهَا فِيكْ*******واطلُبْ لَكَ التَّوفِيقْ مِن عِنْدْ مَولاَكْ 


ـــــــــــــ 
(1)يريد. 
(2)الفعر من أشراف وادي ليّه قتله الشريف سرور شر قتله. 
(3)بأياديك. (4)لا أرميك.

منقول

,wdm hgavdt fv;hj gYfki lhg; td rwd]ji hglai,vm


مخاطبة الشاعر الشعبي لابنه

أحاديث في الأدب الشعبي

مخاطبة الأبناء في الشعر بين بركات الشريف وأبو دباس

عبدالرحيم الأحمدي

عرف الشعر بأنه خطاب مختار في المناسبات الهامة والمواقف المثيرة والأثيرة لدى الشاعر، وذلك لما لوقع الشعر من تأثير في المتلقي واستحسان لدى الذواقة، وهو خطاب إبداعي يعبر عن ملكة فنية يتميز بها الشاعر، ويرسم بواسطتها بصمة وأثراً إبداعيا يذكر به بين المبدعين، ويبقى طويلاً في ذاكرة الأجيال، وفي الوقت نفسه يفرغ به الشاعر شحنة من انفعالات تقلق مشاعره، وينوء بحملها حتى تستقر في أذهان الناس، وتشغل تفكيرهم:

أنام ملء جفوني عن شواردها

ويسهر الخلق جراها ويختصم

وما دام الشعر كذلك فكم تمنى كثير منا أن يكون شاعراً ليروي قنوات تواصله مع الآخرين بريق من الكلام العذب الساحر، ولكن البقاء لا يكتب لغير الشعر الجيد الذي تتناقله الأجيال جيلاً بعد آخر.

ويذكر أكثرنا قصيدتين من عيون الشعر في مخاطبة الأبناء، إحداهما للشاعر بركات الشريف والأخرى للشاعر النجدي أبو دباس، والعلاقة بين القصيدتين أن كلاً منهما دفقات من الأماني والنصح والتوجيه يبثها الشاعر آملاً أن تكون نبراساً لابنه يضيء له طريق الحياة الكريمة، ويجنبه تقلبات الزمن، ومغبات الهوى. ويختلف وضع الشاعرين من حيث المكانة الاجتماعية وسعة الرزق اختلافا ولديهما في مسعى كل منهما، وحظه في الحياة. فطموح الشريف وآماله أن يظل ابنه مؤهلاً لتقاليد الأسرة والسلطان الذي يتبوأ الأب وأجداده من قبل، ولن يكون له ذلك ما لم يكن على الهمة والعزيمة متمسكاً بمقاليد الأمور المؤدية إلى سدة السلطان ونبل السيرة، بينما شغل أبو دباس بمعاناته من اغتراب ابنه وخوفه عليه، وافتقاد الحماية التي يحققها الأبناء للآباء عند كبرهم، وتضجر الأب من فضول ما يسمع من جلسائه من ادعاءات تثار حول من يطول غيابهم تختلف عاداتها وتقاليدها عن منشئهم. ودباس وأبوه من مجتمع يعاني من الفقر مما دفع دباس للفرار في طلب الرزق.

والشريف يعتمد أسلوب الأمر في توجيه ابنه وضرب الأمثلة وعرض التجارب التي تصاحب الصراع على السلطة أو المكانة والثروة، ولا يهرب من ذكر المواقف التي تنجم عن ذلك الصراع بين أفراد الأسرة الواحدة، مع أنه يوصيه بالمحافظة على نهج الأجداد، كما ينبهه إلى أن النعم لا تدوم، وأيام السرور لا تستمر، بينما يعتمد أبو دباس مشاعر الأبوة وحرقة الشوق والزهد في أمور الدنيا رسولاً إلى ابنه، عله يعود إليه سريعاً، ولا غرابة في ذلك فكل إنسان بهمه يسري.

يتفق الشاعران في استهلال خطابيهما بالحث على تقوى الله وتجنب ما يدنس سيرة الرجل. والشريف يستهل خطابه بقوله:

يا مالك اسمع جابتي يوم اوصيك

واعرف ترى يا ابوك بآمرك وانهاك

وصية من والد طامع فيك

تسبق على الساقة لسانه لعلياك

أوصيك بالتقوى عسى الله يهديك

لها وتدركها بتوفيق مولاك

وهو خطاب أمر في حضرة ابن يمثل أملا رفيعاً في مرآة والد طموح.

أما والد دباس فخطابه دفقة حزن على فراق ابن لا يعرف أين ألقت به الأقدار، وكل ما يرجوه أن يحفظ الله الابن في غيبته ويرده سالماً. وبعد تعبير عن الحزن والإشفاق يخاطب ابنه قائلاً:

يا دباس انا اوصيك عن درب الادناس

ترى الذي مثلك يناظر مسيره

عليك بالتقوى ترى العز يا دباس

في طاعة اللي ما ينجيك غيره

ثم يسترسل الشاعران في التعبير عن اهتماماتهما فيقول الشريف:

احفظ دبشك اللي عن الناس يغنيك

اللي ليابان الخلل فيك يرفاك

واعرف ترى مكة ولاها ابناخيك

لو تشحذه خمسة ملاليم ما اعطاك

اجعل دروب المرجلة من معانيك

واحذر تميّل عن درجها بمرقاك

ثم يسترسل في نصيحته داعياً ابنه إلى الاعتماد على النفس لقضاء شؤونه وبناء مستقبله، والى حسن تربية أبنائه لصلاح أخلاقهم وتجنيبه شماتة الأعداء، ويحذره من تأثير عاطفة الأمومة في تربية الأبناء، إلى كثير من النصائح الهامة في حياة الإنسان مما لا يتسع المجال للاسترسال، فالقصيدة مدرسة تربوية لكل زمن، وقد حرص الناس على حفظها وترديدها، وهي تنم عن ثقافة الشاعر، وعلو همته واعتزازه:

والهقوة انك ما تجي دون اهاليك

ولا أظن عود الورد يثمر بتنباك

أما أبو دباس فقصيدته تفيض بمعاني الأبوة، والزهد في أمور الدنيا المادية:

وش عاد لو روّحت لي دحب الاكياس

مختلفة ما بين زر ونيرة

مالي بها يا جعلها بالف قباس

أو جعلها تذهب ولو هي كثيرة

والقصيدة حافلة بمعاني الأبوة والتعبير المؤثر، وكثير من القيم الاجتماعية في شتى مجالات الحياة، يمكن ذكر بعض الأبيات التي اشتملت عليها.

فلوعة الأب في القصيدة:

يا ونة ونّيتها من خوا الراس

من واهج بالكبد مثل السعيرة

ونين من رجله غدت تقل مقواس

ويون تالي الليل يشكي الجبيرة

ويا حمس قلبي حمس بنّ بمحماس

ويا هشم حالي هشمها بالنقيرة

ويا وجد حالي ياملا وجد غراّس

يوم اثمرت واشفى صفا عنه بيرة

على ثمر قلبي سرى هجعة الناس

متنحّر درب عسى فيه خيرة

إلى قوله:

متحيّر من عيلة البيت يادباس

أرجى ثواب الله وأخشى المعيرة

أخاف دقات العدا هم والانجاس

أهل الحكايا الطايلة والقصيرة

ويقال خلاّ عيلته عنّز الراس

أقفي وخلا عيلة له صغيرة

إلى قوله:

يصف الديار التي تغرب فيها ابنه:

هي ديرة اللي باغي كيفة الراس

ولا عاد له هم من الناس غيره

هيس ولد هيس وللصحف لحّاس

يفرح ليا نودي لذبح النحيرة

إلى قوله يمتدح مهنة الزراعة:

طلب المعيشة بالحراثة والاجناس

المشتري والبيع يوصف وغيره

قم انهض العيرات مع كل فراّس

يا دباس دورخيّر تستشيره

جدك وعمانك هل العزم والباس

أهل المواجب مكملين القصيرة

إلى قوله:

عشرين عام كلها ارجيك يا دباس

مثل الغرير اللي تولّع بطيره

وقوله يشكو الوحدة:

يا دباس انا يا ابوك ما انا ببلاّس

مير ان عيلات الرفاقة كثيرة

جنّبت وسط السوق أمشي مع الساس

واخذ شوي الحق واترك كثيره

ثم يختتم القصيدة متمنياً عودة دباس:

لا واعلا من قبل غوّال الانفاس

ومفارق الدنيا يجينا بشيره

عسى يطق الباب والناس غطّاس

يا والي القدرة عليك تعبيره

وبعد!

لا اعتقد أني قدمت هاتين القصيدتين كما يجب، وعزائي في ذلك ضيق المجال، ولكني أدعو القراء إلى الاطلاع عليهما في كثير من المراجع، لعل أقربها كتاب: الأزهار النادية في أشعار البادية، ولعل لي عودة إلى إجابة دباس وقصيدته التي لا تقل عاطفة عن قصيدة الأب المكلوم

الأحد، 19 أكتوبر 2014

من وجهاء الأسرة الشريف عبد الله صاحب الأحدية


صاحب الأحدية والآن السبتية
الشريف عبد الله بن محمد بن  حسين  رحمه الله

   صوره في سن الشبابيذكرني بابنه فيصل
 مع العم الشريف عبد الله بن صالح


صاحب فكرة أول اجتماع للأسرة في استراحة
صاحب الابتسامة الرائعة 
صاحب القلب الشبابي الطيب 
رياضي  
يتعامل مع الجميع صغيرهم وكبيرهم بمحبة
في المسجد تجده يأمر الشباب بأداء السنة الراتبة

استمرت الأحدية حتى الآن
وأنشأ أبناؤه دورة رياضية تحمل اسمه




واستمرت دورتة الرياضية التي تحمل اسمه حتى الآن رحمه الله
له من الأبناء 
الدكتور فهد
الأستاذ منصور
الأستاذ صالح
الأستاذ خالد
الأستاذ فيصل




لم يكتمل التقرير نجمع المعلومات وصور صالح وخالد


 اللجنة الإعلامية
أسرة السادة ابن حسين أشراف نجد أشراف اليمامة أشراف الخرج أشراف الدلم

الأربعاء، 1 أكتوبر 2014

ترفع أعمال المسلمين ما عدا المتخاصمين الاثنين والخميس

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً، إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا. وفي روايةلمسلمتُعْرَضُ الأَعْمَالُ فِى كُلِّ يَوْمِ خَمِيسٍ وَاثْنَيْنِ فَيَغْفِرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِى ذَلِكَ الْيَوْمِ لِكُلِّ امْرِئٍ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلاَّ امْرَأً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ ارْكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا ارْكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا.

 ويدل الحديث على أن المتهاجرين يحرمان من المغفرة التي ينالها كل مؤمن يوم الإثنين ويوم الخميس، وتؤجل المغفرة لهما حتى يصطلحا أو ينتهي هجر من هجر منهما؛ وليس فيه عدم رفع الأعمال بل ظاهر رواية: تعرض الأعمال.. أنها ترفع.

 قال في تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي: قوله:( تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين والخميس ) أي لكثرة الرحمة النازلة فيهما الباعثة على الغفران (فيغفر فيهما لمن لا يشرك بالله شيئا إلا المهتجرين ) أي المتقاطعين ( يقول ردوا ) وفي رواية مسلم انظروا أي أمهلوا أي لا تعطوا منها أنصباء هذين المتهاجرين المتعاديين وأخروا مغفرتهما من ذنوبهما مطلقا زجرا لهما أو من ذنب الهجران فقط ( حتى يصطلحا ) أي يتصالحا ويزول عنهما الشحناء فلا يفيد التصالح للسمعة والرياء . انتهى.

وقال المناوي في فيض القدير : قال الحليمي : في عرض الأعمال يحتمل أن الملائكة الموكلين بأعمال بني آدم يتناوبون فيقيم معهم فريق من الإثنين إلى الخميس ثم يعرضون، وفريق من الخميس إلى الإثنين. وهكذا كلما عرج فريق قرأ ما كتب في موقفه من السماء فيكون ذلك عرضا في الصورة وهو غني عن عرضهم ونسخهم وهو أعلم بعباده منهم قال البيهقي : وهذا أصح ما قيل. انتهى.

وقد ذكر ابن وهب في جامعه أثرا عن أبي هريرة قال : ترفع أعمال بني آدم كل يوم الإثنين ويوم الخميس ، فإذا رفع عمل المتصارمين فوق ثلاث رد. والحديث له حكم الرفع لأنه مما لا مجال للرأي فيه ، لكن لم نجد من تكلم عليه من حيث الصحة وعدمها ، والشاهد من الأثر هنا أن أعمال المتقاطعين فوق ثلاث ترد بعد رفعها، والعياذ بالله تعالى ، وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:

فمن أسباب الاستقامة على الطاعة، ومن علامات صدق التوبة ترك المرء لأصدقاء السوء وصحبة أهل الخير الذين يذكرونه بالله، ويعينونه على طاعته، ولقد أوصى الله تعالى نبينا صلوات الله وسلامه عليه، فقال: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً { الكهف:28}.
وجاء في حديث الذي أراد أن يتوب فقتل مائة نفس، فقال له العالم: انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإن بها أناساً يعبدون الله، فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء. رواهمسلم.

وقال النووي في شرح صحيح مسلم عند كلامه على الحديث: إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحا خبيثة ـ قال: وفيه فضيلة مجالسة الصالحين وأهل الخير والمروءة ومكارم الأخلاق والورع والعلم والأدب، والنهي عن مجالسة أهل الشر وأهل البدع ومن يغتاب الناس، أو يكثر فجره وبطالته ونحو ذلك من الأنواع المذمومة. انتهى

فلا بد أن تتخذ صحبة صالحين، وتبتعد عن أصحابك ما داموا يسخرون منك ويستهزئون بك يريدون أن يصدوك عن سبيل الله، ويفتونك لتعود إلى ما كنت عليه قبل التوبة، وترك صحبتهم ليس خصومة ولا شحناء، فالصحبة والخلة شيء، والخصومة والشحناء شيء آخر، فمن لقيت منهم تسلم عليه وتدعوه إلى التوبة والإنابة إلى الله وتحذره من المعاصي، وأما ما تشير إليه في السؤال: فهو الخصومة والشحناء، فعن أبي هريرةـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين والخميس فيغفر الله لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقول: أنظروا هذين حتى يصطلحا. رواه مسلم.  

الخميس، 25 سبتمبر 2014

زيارات صلة الرحم و التثقيف للأسر الأخيضرية


رحم الله الشريف الواصل










رحلة الشريف عبد الله العضيدان إلى الخضرمة منزل الأخيضريين الأول

الخضرمة التاريخية
( الشريف المؤرخ الأديب )
رحمه الله 
هي باختصار منازل الأخيضريين الأولى 
حيث خرج الأخيضريون الأشراف من الحجاز هروبا من بطش الدولة العباسية وكان عددهم خمسة آلاف فيهم ألف فارس
وأقاموا في الخضرمة  وهي موجودة في قرية اليمامة بمحافظة الخرج 
قرر الشريف عبد الله بن سعد العضيدان الأخيضري الحسني
زيارة المنزل الأول للسادة الأخيضريين 
كم منزل في الأرض يألفه الفتى ... 
                        وحنينه أبدا لأول منــــــــزل
حيث أنها كانت قريبا من بيتي حسب الخارطة

تشرفت بزيارة الوالد الشريف عبد الله العضيدان
وأضاف إلى معلوماتناالضحلة  جوانب تاريخية نجهلها ساهمت في سبر أغوار المعلومات التاريخية لبني الأخيضر حيث هاجمهم القرامطة في القرن الخامس فدمروها
انتقل مركز الأمارة الأخيضرية 
إلى النعمية (الدرعية)حتى نهاية ٩٥٠ هـ الآن حيث كان انتشارهم في نجد ثم عادوا وحكموا الحجاز

 
تتضح بعض آثار الخضرمة ورؤس أعمدة جامع الخضرمة حيث يحتوي على ثلاث صفوف كل صف  عشرة أعمدة 

حاولت أخذ صوره له بجوار الآثار لأنه لم يستطع الدخول لوعورة الطريق فطلب مني أن أحضر له عشبة من داخل الشبك يتفحصها 
نسأل الله أن يمتعه بقطف ثمار الجنة
ما الروض جاد ثراه واكف الديم
ففاح طيب شذاه العاطر النسّم
وما فرائد سلك راق جوهره
للناظرين بمنسوق ومنتظم
ابهى وأحسن في سمع وفي بصر
من حسن تشطير هذا الفاضل العلم
فكلما كرّ طرفي فيه جدد لي
شوق الظما لورود السائغ الشيم


كان الاجتماع في مجلسنا اللذي ازدان بوجوده وكذلك الشريف محمد ال هملان والشريف راشد العويدان


بعض أسوار المحيطة بالجامع ويتضح. ضخامتها



مايشبه المطبخ بجوار جامع الخضرمة
أعمدة وأسوار الجامع



عدنا نستمتع بالمعلومات من الشريف عبد الله العضدان ونلاحظ استخدام يده اليمين إذا أخذه الحماس في الدعوة للاعتزاز بالإرث الأخيضري
بجواره الشريف أبو عمر المحيا

الصحيح أنهم ١٣ أمير حكموا مكة وهذه من التصحيحات اللتي أخبرني بها بدل ٧ أمراء



الشريف إبراهيم العويدان يستمع وكذلك الشريف أسامة بن عبد الرحيم 

انتظروا المزيد
أخوكم عبد الرحيم الشريف