الاثنين، 27 أكتوبر 2014

وصية الشريف بركات لابنه مالك


وصية الشريف بركات لإبنه مالك في قصيدته المشهورة



بسم الله الرحمن الرحيم




الـــــشــــــريـــــف بــــركـــــات 



الشريف بركات الجودي-من الأشراف ذوي جودالله(الجواده)-من شعراء القرن 

العاشر،وأوائل القرن الحادي عشر،فهو من أشراف مكة الذين الذين يقولون 

الشعر عن سليقة لا أثر للتكلف فيها،وإن وصيته لابنه مالك الآتية في هذه 

القطعة الشعرية الرائعة،وصية أب مشفق،ترمى بجانبها كل الوصايا والعلوم 

التربوية التي أتعب علماء النفس والتربة أنفسهم في تدوينها،وهكذا يرى 

الآباء أبنائهم، وإلا فيا ضيعة الأبناء، آملاً منكم قرائتها حيث أن البعض 

يراها طويلة فلا يقرؤها، 

فأتمنى من الجميع قرائتها 


قال في قصيدته التي يوصي ابنه مالك فيها: 




يَا اللهْ يَا اللي كُل الأُمّاتْ تَرْجيكْ
يَا واحِدْ مَا خــّابْ حيٍّ تَرَجَّاكْ 

يّا رُبَّ عَبْد مَا مَشَى في مَعَاصيكْ
وَ لا يَمْشَى إلاّ في مَحَبَّتْكْ وِ رْضاكْ 

يَا مِرْقِب بِالصُّبْحْ ظلَّيتْ ابَادِيكْ
مَا َواحِد قَبْلي خـــَبَرْتُهْ تَعَلاَّكْ 

وَلِّيتْ يَاذَا الدَّهْرْ مَا اكْثَرْ بَلاوِيكْ
اللهْ يِزَوِّدْنَا الســـَّلامهْ مِنَ اتْلاَكْ 

يا الِّلي عَلَى العُرْبَانْ عمَّتْ شَكَاوِيكْ
وَلِّيتْ يَادَهْر الشَّـقا وَلْ مَقْواكْ 

وَاليومْ هَا اْلكانُونْ غَاد شَبَابِيكْ
تَلْعَبْ بَهَ الأرْيَاحْ مِنْ كُلَِ شِبِّـــاكْ 

يا مالِك اسْمعْ جَابتِي يُوم أَوصِّيكْ
وَاعرفْ تَرى يَابوكْ بآمُرْك وَانْهــاكْ 

وصَيّة مِنْ والد طَامِـــعٍ فيكْ
تَسْبِقْ عَلَى السّـــاقَهْ لِسَانُهْ العَلْيَاكْ 

أُوصِيكْ بالتقوى عسى اللهْ يهديكْ
لَهَا وَتِدْرِكْهــا بتوفيقْ مـــولاكْ 

أللهْ برَب أَجْدَادَكْ الغُر يَعْطيكْ
مَرْضاتِهْ مَعْ مَا تَمَنَّى مِنَ اَمْنَــــاكْ 

إحْفَظْ دَبَشْكْ اللِّي عَنِ الناسْ مِغْنيكْ
اللِّي لِـيـا بانَ الْخلَلْ فِيكْ يَرْفَاكْ 

وِاعْرِفْ تَرَا مكَّهْ وَلاَهَـا بنَاخِيـكْ
لَوْ تِشحَذُهْ خَمسَهْ مَلاَلِيمْ مَعْطَـاكْ 

إِجْعلْ دُرُوب الْمرْجَلَه مِنْ مَعَانِيـكْ
واحْذَر تِمَيِّلْ عَنْ دَرَجْهَا بمَرْقَـاكْ 

لاتِنْسَدِحْ عَنْهَا وَتَبْغيني اعْطيــكْ
جَمِيعْ مَا يَكْفِيكْ مَا حَاصِل ذَاكْ 

أَدِّبْ وَلَدْكْ إن كَانْ تَبْغيه يَشْفِيـكْ
وِنْ ضَاقَتْ امُّهْ لاَتِخَلِّيهْ يَــالاكْ 

إِمَّا سَمَجْ وَاسْتَسْمَجَكْ عِنْدَ شَانِيكْ
وِيَفِرّْ منْ فِعْلَهْ صَدِيقَكْ وَشَرْوَاكْ 

وَلاَّ بَعَدْ جَهْلُهْ تَرَاهُو بِيَاذِيـــكْ
لَوْ زِعْلَتْ امُّه لاَتَخَلِّيْـهْ يالاَكْ 

واحْذَرْ تِضَيِّع كُلّ مَنْ هُو ذَخَرْ فِيكْ
مَعْرُوفْ لاَتَنْساهْ وَاوْفِهْ بِعِرْفَاكْ 

تَرى الصَّنَايِعْ بَيْنَ الاْجْوَادْ تَشْريـكْ
إِلْيَا طِمِعْتْ ابْغَرْسَهَا لاَ تَعَدَّاكْ 

وَاحْذَرْ سُرُورْ ابْغَبَّةَ البَحْر يَرْميـكْ
ولاَعِنْدُهْ افْلَسْ مِنْ تَشَكِّيكْ وِابْكَاكْ 

وَاوْفِ الرِّجالْ احْقُوقَهَا قَبْلَ تُوفِيكْ
لاَ تُوفِه بِالْقَولْ فَالْحقّ يَقْفَـــاكْ 
وَهَرْجَ النَّمِيمَهْ والْقَفَا لاَ يَجِي فِيك
وِايَّـاكْ عرضْ الغَافِلْ ايَّاك إِيَّـاكْ 

تَبْدِي حدِيث لَلْمَلاَ فيهِ تَشْكِيـكْ
وِتْهِيمْ عِنْد النَّاسْ بِالْكِذْبْ واشْراكْ 

وَاليَانَوَيتْ احْذَرْ تِعَلِّمْ بَطَاريــكْ
كمْ واحِد تَبْغِي بَـهَ العِرْفْ وَاغْوَاكْ 

وَاحْذَرْ شَماتَتْ صاحِبْ لَكْ مِصَافيكْ
وِلْيا جرى لَكْ جارِي قالْ لَوْلاكْ 

وَ لا تَحْسَبَنَّ اللهْ قُطُوعٍ يِخَلّيــكْ
وَ لاَ تَفْرحْ اِنَّ اللهْ على الخَلْقْ بدَّاكْ 

الضَّيف قدِّمْ لُهْ هَلاَ حينْ يَلْفِيــكْ
ومِمَّا تِطُولُهْ يَا فَتَى الْجُودْ – يُمْنَاكْ 

إِحْذرْ تَلَقَّى الضَّيف مِقْرِنْ عَلابِيـكْ
خَلَّهْ مِحِبٍّ لِكْ صَدِيق إذا جَــاكْ 

وَوْصِيكْ زَلاتْ الصَّدِيقْ إِنْ عَثَافيكْ
ماَ زَالْ يغَطَّاهَ الشَّعَرْ فَاحْتمِلْ ذَاكْ 

رَاعِهْ وَلوْ مَا شُفْتْ أَنُّـهْ ما يَرَاعِيكْ
عَساكْ تِكْسِرْ نِـيَّـتَهْ عنْ مَعَادَاكْ 

وَاحْذَرْ عَدُوّكْ لوْ ظَهَرْ بِي(1) يصَافِيكْ
خَلَّكْ نَبِيهْ و رَاقِـبُهْ وينْ مَاجَاكْ 

لاَ تَأْمَـنُهْ واطْلُبْ منَ اللهْ يَنَجِّيـكْ
ويكْفيكْ ربَّكْ شرّْ ذُولاَ وِ ذُولاَكْ 

شُفْني أَنَا يابُوكْ بآمُرْكْ و انْهِيــكْ
عَن التَّعرُّضْ بَين الاثنَـين حَذْرَاكْ 

إذا حَضَرتْ اطْلاَبَة معَ شَرَابَـيـكْ
إسْع لَهُمْ بالصُّـلْحْ وَاللاَّشْ يِفْدَاكْ 
إبْذِلْ لَهُمْ بَالطِّيبْ رَبّكْ يِنَجِّيـكْ
وَلاَ تِجْضَعْ الْمِيزَانْ مَعْ ذَا وَلاَ ذَاكْ 

أمَّا الشَّهَادهْ فَادِّهَا إنْ دَعُوا فيـكْ
بَيِّنْ عَمُودْ الدِّينْ لاَ عِمْيتْ ارْيَاكْ 

بَالَكْ تِمَاشِي واحِد لَكْ يِرَدِّيـكْ
طَالِعْ بَنِي جِنْسَكْ وَفَكِّرْ بِممْشَـاكْ 

رابِعْ أصِيلٍ في زَمانَكْ يشَاكيـكْ
لاَ شَافْ خِلاَّتَكْ عنِ الناسْ غَطَّـاكْ 

وَ احَذِّرْكْ عنْ طَرْدْ المِقَفِّي حذَاريكْ
علَيك بِالْمِقْبِلْ وَاتْرُكْ اللِّي تَعَدَّاكْ 

ثمَّ الْعَـن الشيْطانْ لَيَّاهْ يِغْوِيــكْ
تَرَى انْ تبِعْتُهْ لِلشّـرَابِيكْ ودّّاكْ 

واوصِيكْ لاَ تَشْكِي عَلَيناَ بلاَوِيكْ
أنتَ السَّبَبْ طَرْفَكْ اعْيُونَكْ بِيُمنَاكْ 

واعرِفْ تَرا اللِّي وطَا الفِعْرْ(2) وَاطِيكْ
وَلاَ انَتْ أعزْ امْنَ الجمَاعهْ هَذُولاَكْ 

ألْمَسْكْ يَا رَاسِي مِنَ الذُّلْ واخْطِيكْ*******وَاحذَرْ تَكَلَّمْ يَا لِسَانِي حــذَارَاكْ والْطُفْ بِجَارَكْ وَقُمْ مِنْ دُونْ عانِيكْ*******وافُطَنْ لِما يَعْنِيكْ عنْ ربعةَ اَخْواكْ 

يَا ذِيـبْ وِنْ جَتْكَ الْغَنَمْ فِي مَفَالِيكْ******فَاكْمُنْ إلَيـنْ أنَّ الرّّعَايَا تَعَـدَّاكْ 

فِيما مَضًى يَاذِيبْ تَفْرِسْ بيَادِيــكْ(3)******وَاليومْ جَا ذِيبٍ عنِ الفَرْسْ عَدَّاكْ 

يَا ذِيبْ عَاهِدْنِي وَعَاهِدْكْ مَرْمِيـكْ(4)*******مَرْمِيكْ أنَا يا ذِيبْ لَوْ زَانْ مَرْمَاكْ 

وَالنَّفْسْ خَالِفْ رَأْيَهَا قَبلْ تَرمِيـكْ********تَرى لهَا الشَّيْطانْ يَرْمِي بِالاهْلاَكْ 

وَمِنْ بَعْدِ ذا لاَ تَصْحَبَ النَّذْلْ يَعْدِيكْ******وَعَنْ صُحْبَةَ الأنْذالْ حَاشَاكْ حاشاكْ 

تَرَا الْعَشِرَ النَّذْلْ يَخْلِفْ طَوَارِيـكْ********وانَا اَرْجِيَ اَنَّكْ مَا تَجِي دُونْ آبَاكْ 

والْهَقْوَةَ اَنَّكْ مَا تَجِي دُونْ اَهَالِيكْ********ولا ظُنّْ عُودَ الوَرْدْ يُثمِرْ بتُـنْبَـاكْ 

والحُرّْ مِثْلَكْ يَسْتَحِي يَصْحَبْ الدِّيكْ******وإنْ صَاحَبُهْ قَافَا مِقَافَاةَ الاَدْيــاكْ 

لاَ تَسْتَمِعْ قَول الطّرَفْ يَومْ يَلْقِيـكْ******بَالْكِذْبْ يقْضِي حاجَتُهْ كُلّْ مَا جَاكْ 

مَنْ نَمَّ لَكْ نَمّْ بِكْ وَ لاَ فِيهْ تَشْكِيكْ******واليَاهْ قَدْ زَرَّى رَفِيقَــكْ وَ زَرَّاكْ 

عِندكْ حَكَى فِينَا وَعِنْدِي حكَى فيكْ******واَصْبَحْت كَارِهْنَا وَحِنَّا كِرهنَـاكْ 

مَا اَ خْطَاكْ مَاصَابَكْ وَلوْ كانْ رَامِيكْ******وَاللِّي يَصِيبَكْ لَوْ تَتَقَّيتْ مَا اخْطَاكْ 

مَيْر اسْتَمِعْ منِّي عَسَى اللهْ يَهْدِيـكْ*******النُّصح يَا مَالِكْ لَكَ اللهْ المَـولاَكْ 

عِنْدِي مَظِنَّـهْ مَا تَمَثَّـلْتَـهَا فِيكْ*******واطلُبْ لَكَ التَّوفِيقْ مِن عِنْدْ مَولاَكْ 


ـــــــــــــ 
(1)يريد. 
(2)الفعر من أشراف وادي ليّه قتله الشريف سرور شر قتله. 
(3)بأياديك. (4)لا أرميك.

منقول

,wdm hgavdt fv;hj gYfki lhg; td rwd]ji hglai,vm


مخاطبة الشاعر الشعبي لابنه

أحاديث في الأدب الشعبي

مخاطبة الأبناء في الشعر بين بركات الشريف وأبو دباس

عبدالرحيم الأحمدي

عرف الشعر بأنه خطاب مختار في المناسبات الهامة والمواقف المثيرة والأثيرة لدى الشاعر، وذلك لما لوقع الشعر من تأثير في المتلقي واستحسان لدى الذواقة، وهو خطاب إبداعي يعبر عن ملكة فنية يتميز بها الشاعر، ويرسم بواسطتها بصمة وأثراً إبداعيا يذكر به بين المبدعين، ويبقى طويلاً في ذاكرة الأجيال، وفي الوقت نفسه يفرغ به الشاعر شحنة من انفعالات تقلق مشاعره، وينوء بحملها حتى تستقر في أذهان الناس، وتشغل تفكيرهم:

أنام ملء جفوني عن شواردها

ويسهر الخلق جراها ويختصم

وما دام الشعر كذلك فكم تمنى كثير منا أن يكون شاعراً ليروي قنوات تواصله مع الآخرين بريق من الكلام العذب الساحر، ولكن البقاء لا يكتب لغير الشعر الجيد الذي تتناقله الأجيال جيلاً بعد آخر.

ويذكر أكثرنا قصيدتين من عيون الشعر في مخاطبة الأبناء، إحداهما للشاعر بركات الشريف والأخرى للشاعر النجدي أبو دباس، والعلاقة بين القصيدتين أن كلاً منهما دفقات من الأماني والنصح والتوجيه يبثها الشاعر آملاً أن تكون نبراساً لابنه يضيء له طريق الحياة الكريمة، ويجنبه تقلبات الزمن، ومغبات الهوى. ويختلف وضع الشاعرين من حيث المكانة الاجتماعية وسعة الرزق اختلافا ولديهما في مسعى كل منهما، وحظه في الحياة. فطموح الشريف وآماله أن يظل ابنه مؤهلاً لتقاليد الأسرة والسلطان الذي يتبوأ الأب وأجداده من قبل، ولن يكون له ذلك ما لم يكن على الهمة والعزيمة متمسكاً بمقاليد الأمور المؤدية إلى سدة السلطان ونبل السيرة، بينما شغل أبو دباس بمعاناته من اغتراب ابنه وخوفه عليه، وافتقاد الحماية التي يحققها الأبناء للآباء عند كبرهم، وتضجر الأب من فضول ما يسمع من جلسائه من ادعاءات تثار حول من يطول غيابهم تختلف عاداتها وتقاليدها عن منشئهم. ودباس وأبوه من مجتمع يعاني من الفقر مما دفع دباس للفرار في طلب الرزق.

والشريف يعتمد أسلوب الأمر في توجيه ابنه وضرب الأمثلة وعرض التجارب التي تصاحب الصراع على السلطة أو المكانة والثروة، ولا يهرب من ذكر المواقف التي تنجم عن ذلك الصراع بين أفراد الأسرة الواحدة، مع أنه يوصيه بالمحافظة على نهج الأجداد، كما ينبهه إلى أن النعم لا تدوم، وأيام السرور لا تستمر، بينما يعتمد أبو دباس مشاعر الأبوة وحرقة الشوق والزهد في أمور الدنيا رسولاً إلى ابنه، عله يعود إليه سريعاً، ولا غرابة في ذلك فكل إنسان بهمه يسري.

يتفق الشاعران في استهلال خطابيهما بالحث على تقوى الله وتجنب ما يدنس سيرة الرجل. والشريف يستهل خطابه بقوله:

يا مالك اسمع جابتي يوم اوصيك

واعرف ترى يا ابوك بآمرك وانهاك

وصية من والد طامع فيك

تسبق على الساقة لسانه لعلياك

أوصيك بالتقوى عسى الله يهديك

لها وتدركها بتوفيق مولاك

وهو خطاب أمر في حضرة ابن يمثل أملا رفيعاً في مرآة والد طموح.

أما والد دباس فخطابه دفقة حزن على فراق ابن لا يعرف أين ألقت به الأقدار، وكل ما يرجوه أن يحفظ الله الابن في غيبته ويرده سالماً. وبعد تعبير عن الحزن والإشفاق يخاطب ابنه قائلاً:

يا دباس انا اوصيك عن درب الادناس

ترى الذي مثلك يناظر مسيره

عليك بالتقوى ترى العز يا دباس

في طاعة اللي ما ينجيك غيره

ثم يسترسل الشاعران في التعبير عن اهتماماتهما فيقول الشريف:

احفظ دبشك اللي عن الناس يغنيك

اللي ليابان الخلل فيك يرفاك

واعرف ترى مكة ولاها ابناخيك

لو تشحذه خمسة ملاليم ما اعطاك

اجعل دروب المرجلة من معانيك

واحذر تميّل عن درجها بمرقاك

ثم يسترسل في نصيحته داعياً ابنه إلى الاعتماد على النفس لقضاء شؤونه وبناء مستقبله، والى حسن تربية أبنائه لصلاح أخلاقهم وتجنيبه شماتة الأعداء، ويحذره من تأثير عاطفة الأمومة في تربية الأبناء، إلى كثير من النصائح الهامة في حياة الإنسان مما لا يتسع المجال للاسترسال، فالقصيدة مدرسة تربوية لكل زمن، وقد حرص الناس على حفظها وترديدها، وهي تنم عن ثقافة الشاعر، وعلو همته واعتزازه:

والهقوة انك ما تجي دون اهاليك

ولا أظن عود الورد يثمر بتنباك

أما أبو دباس فقصيدته تفيض بمعاني الأبوة، والزهد في أمور الدنيا المادية:

وش عاد لو روّحت لي دحب الاكياس

مختلفة ما بين زر ونيرة

مالي بها يا جعلها بالف قباس

أو جعلها تذهب ولو هي كثيرة

والقصيدة حافلة بمعاني الأبوة والتعبير المؤثر، وكثير من القيم الاجتماعية في شتى مجالات الحياة، يمكن ذكر بعض الأبيات التي اشتملت عليها.

فلوعة الأب في القصيدة:

يا ونة ونّيتها من خوا الراس

من واهج بالكبد مثل السعيرة

ونين من رجله غدت تقل مقواس

ويون تالي الليل يشكي الجبيرة

ويا حمس قلبي حمس بنّ بمحماس

ويا هشم حالي هشمها بالنقيرة

ويا وجد حالي ياملا وجد غراّس

يوم اثمرت واشفى صفا عنه بيرة

على ثمر قلبي سرى هجعة الناس

متنحّر درب عسى فيه خيرة

إلى قوله:

متحيّر من عيلة البيت يادباس

أرجى ثواب الله وأخشى المعيرة

أخاف دقات العدا هم والانجاس

أهل الحكايا الطايلة والقصيرة

ويقال خلاّ عيلته عنّز الراس

أقفي وخلا عيلة له صغيرة

إلى قوله:

يصف الديار التي تغرب فيها ابنه:

هي ديرة اللي باغي كيفة الراس

ولا عاد له هم من الناس غيره

هيس ولد هيس وللصحف لحّاس

يفرح ليا نودي لذبح النحيرة

إلى قوله يمتدح مهنة الزراعة:

طلب المعيشة بالحراثة والاجناس

المشتري والبيع يوصف وغيره

قم انهض العيرات مع كل فراّس

يا دباس دورخيّر تستشيره

جدك وعمانك هل العزم والباس

أهل المواجب مكملين القصيرة

إلى قوله:

عشرين عام كلها ارجيك يا دباس

مثل الغرير اللي تولّع بطيره

وقوله يشكو الوحدة:

يا دباس انا يا ابوك ما انا ببلاّس

مير ان عيلات الرفاقة كثيرة

جنّبت وسط السوق أمشي مع الساس

واخذ شوي الحق واترك كثيره

ثم يختتم القصيدة متمنياً عودة دباس:

لا واعلا من قبل غوّال الانفاس

ومفارق الدنيا يجينا بشيره

عسى يطق الباب والناس غطّاس

يا والي القدرة عليك تعبيره

وبعد!

لا اعتقد أني قدمت هاتين القصيدتين كما يجب، وعزائي في ذلك ضيق المجال، ولكني أدعو القراء إلى الاطلاع عليهما في كثير من المراجع، لعل أقربها كتاب: الأزهار النادية في أشعار البادية، ولعل لي عودة إلى إجابة دباس وقصيدته التي لا تقل عاطفة عن قصيدة الأب المكلوم

الأحد، 19 أكتوبر 2014

من وجهاء الأسرة الشريف عبد الله صاحب الأحدية


صاحب الأحدية والآن السبتية
الشريف عبد الله بن محمد بن  حسين  رحمه الله

   صوره في سن الشبابيذكرني بابنه فيصل
 مع العم الشريف عبد الله بن صالح


صاحب فكرة أول اجتماع للأسرة في استراحة
صاحب الابتسامة الرائعة 
صاحب القلب الشبابي الطيب 
رياضي  
يتعامل مع الجميع صغيرهم وكبيرهم بمحبة
في المسجد تجده يأمر الشباب بأداء السنة الراتبة

استمرت الأحدية حتى الآن
وأنشأ أبناؤه دورة رياضية تحمل اسمه




واستمرت دورتة الرياضية التي تحمل اسمه حتى الآن رحمه الله
له من الأبناء 
الدكتور فهد
الأستاذ منصور
الأستاذ صالح
الأستاذ خالد
الأستاذ فيصل




لم يكتمل التقرير نجمع المعلومات وصور صالح وخالد


 اللجنة الإعلامية
أسرة السادة ابن حسين أشراف نجد أشراف اليمامة أشراف الخرج أشراف الدلم

الأربعاء، 1 أكتوبر 2014

ترفع أعمال المسلمين ما عدا المتخاصمين الاثنين والخميس

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً، إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا. وفي روايةلمسلمتُعْرَضُ الأَعْمَالُ فِى كُلِّ يَوْمِ خَمِيسٍ وَاثْنَيْنِ فَيَغْفِرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِى ذَلِكَ الْيَوْمِ لِكُلِّ امْرِئٍ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلاَّ امْرَأً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ ارْكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا ارْكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا.

 ويدل الحديث على أن المتهاجرين يحرمان من المغفرة التي ينالها كل مؤمن يوم الإثنين ويوم الخميس، وتؤجل المغفرة لهما حتى يصطلحا أو ينتهي هجر من هجر منهما؛ وليس فيه عدم رفع الأعمال بل ظاهر رواية: تعرض الأعمال.. أنها ترفع.

 قال في تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي: قوله:( تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين والخميس ) أي لكثرة الرحمة النازلة فيهما الباعثة على الغفران (فيغفر فيهما لمن لا يشرك بالله شيئا إلا المهتجرين ) أي المتقاطعين ( يقول ردوا ) وفي رواية مسلم انظروا أي أمهلوا أي لا تعطوا منها أنصباء هذين المتهاجرين المتعاديين وأخروا مغفرتهما من ذنوبهما مطلقا زجرا لهما أو من ذنب الهجران فقط ( حتى يصطلحا ) أي يتصالحا ويزول عنهما الشحناء فلا يفيد التصالح للسمعة والرياء . انتهى.

وقال المناوي في فيض القدير : قال الحليمي : في عرض الأعمال يحتمل أن الملائكة الموكلين بأعمال بني آدم يتناوبون فيقيم معهم فريق من الإثنين إلى الخميس ثم يعرضون، وفريق من الخميس إلى الإثنين. وهكذا كلما عرج فريق قرأ ما كتب في موقفه من السماء فيكون ذلك عرضا في الصورة وهو غني عن عرضهم ونسخهم وهو أعلم بعباده منهم قال البيهقي : وهذا أصح ما قيل. انتهى.

وقد ذكر ابن وهب في جامعه أثرا عن أبي هريرة قال : ترفع أعمال بني آدم كل يوم الإثنين ويوم الخميس ، فإذا رفع عمل المتصارمين فوق ثلاث رد. والحديث له حكم الرفع لأنه مما لا مجال للرأي فيه ، لكن لم نجد من تكلم عليه من حيث الصحة وعدمها ، والشاهد من الأثر هنا أن أعمال المتقاطعين فوق ثلاث ترد بعد رفعها، والعياذ بالله تعالى ، وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:

فمن أسباب الاستقامة على الطاعة، ومن علامات صدق التوبة ترك المرء لأصدقاء السوء وصحبة أهل الخير الذين يذكرونه بالله، ويعينونه على طاعته، ولقد أوصى الله تعالى نبينا صلوات الله وسلامه عليه، فقال: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً { الكهف:28}.
وجاء في حديث الذي أراد أن يتوب فقتل مائة نفس، فقال له العالم: انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإن بها أناساً يعبدون الله، فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء. رواهمسلم.

وقال النووي في شرح صحيح مسلم عند كلامه على الحديث: إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحا خبيثة ـ قال: وفيه فضيلة مجالسة الصالحين وأهل الخير والمروءة ومكارم الأخلاق والورع والعلم والأدب، والنهي عن مجالسة أهل الشر وأهل البدع ومن يغتاب الناس، أو يكثر فجره وبطالته ونحو ذلك من الأنواع المذمومة. انتهى

فلا بد أن تتخذ صحبة صالحين، وتبتعد عن أصحابك ما داموا يسخرون منك ويستهزئون بك يريدون أن يصدوك عن سبيل الله، ويفتونك لتعود إلى ما كنت عليه قبل التوبة، وترك صحبتهم ليس خصومة ولا شحناء، فالصحبة والخلة شيء، والخصومة والشحناء شيء آخر، فمن لقيت منهم تسلم عليه وتدعوه إلى التوبة والإنابة إلى الله وتحذره من المعاصي، وأما ما تشير إليه في السؤال: فهو الخصومة والشحناء، فعن أبي هريرةـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين والخميس فيغفر الله لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقول: أنظروا هذين حتى يصطلحا. رواه مسلم.